روى عن أبو علي الغساني والصدفي سمع منهما كثيرا، وكانت له عنايةٌ كثيرةٌ بالحديث، والرجال، والرواة، والتواريخ، وله كتابٌ حسنٌ سماه بكتاب اقتباس الأنوار والتماس الأزهار: في أنساب الصحابة ورواة الآثار. أخذه الناس عنه وكتب إلينا بإجازته مع سائر ما رواه. ومولده صبيحة يوم السبت لثمانٍ خلون من جمادى الآخرة سنة ستٍ وستين وأربع مئة. وتوفي رحمه الله نحو سنة أربعين وخمسمائة.
عبد اله بن بكر بن المثنى السهمي المدني: يكنى: أبا العباس: روى عن أبي بكر الآجري، والحسن بن رشيق، وابن الورد وغيرهم. وكان رجلا صالحا، ذا رواية واسعة وطلب قويم مع أبيه بكر بن المثنى. ذكره ابن خزرج وقال: قدم علينا إشبيلية تاجرا وأخذنا عنه في سنة ست عشرة وأربع مئة. وأخبرنا أن مولده سنة سبعٍ وثلاثين وثلاث مائة.
عبد الله بن الحسن بن الرحمن بن شجاع المروزي، يكنى: أبا بكر كان فاضلاً ديناً حنبلي المذهب متفنفا واسع الرواية. قديم الطلب، وكان عالما بالعربية على مذهب الكوفيين. وله تأليفٌ في النحو على مذهبهم سماه الابتداء، وله كتابٌ مختصرٌ من علم أبي حنيفة في سبعة أجزاء واسمه المغنى. ذكر ذلك كله ابن خزرج وقال: نبهنا عليه أبو بكر بن الميراثي فسمعنا منه أو جاز لنا في صفر سنة أربع وعشرين وأربع مئة. وأخبرنا أن مولده سنة ثمانٍ وأربعين وثلاث مائة، وكان متمتعاً بذهنه وجميع جوارحه.