الموصل، دخل بغداذ وكان عالما باللغة والآداب والأخبار، سريع الجواب، حسن الشعر، طيب المعاشرة، فكه المجالسة ممتعا، فأكرمه المنصور وزاد في الإحسان إليه والإفضال عليه. وكان مع ذلك محسنا للسؤال. حاذقا في استخراج الأموال، طيبا بلطائف الشكر. خرج من الأندلس في الفتنة وقصد صقلية فمات بها قريباً من سنة عشرة وأربع مائة انتهى كلام الحميدي.

قال ابن حيان: وجمع أبو العلاء للمنصور محمد بن أبي عامر كتابا سماه الفصوص في الآداب والأشعار والأخبار وكان ابتداؤه له في ربيع الأول سنة خمس وثمانين وثلاث مائة، وأكلمه في شهر رمضان من العام وأثابه عليه بخمسة آلاف دينار دراهم في دفعة، وأمره أن يسمعه الناس بالمسجد الجامع بالزاهرة في عقب سنة خمسٍ وثمانين وثلاث مائة، واحتشد هـ من جماعة أهل الأدب ووجوه الناس أمة. قال ابن حيان: وقرأته عليه منفردا في داره سنة تسع وتسعين وثلاث مائة. وذكره الخولاني وقال: أنه أجاز له ما رواه وألفه.

قال أبو محمد بن حزم: توفي صاعد رحمه الله بصقلية في سنة سبع عشرة وأربع مائة.

قلت: وكان صاعد هذا يتهم بالكذب وقلة الصدق فيما يورده عفى الله عنه.

أفراد

صادق بن خلف بن صادق بن لبيال الأنصاري. من أهل طليطلة سكن برغش يكنى: أبا الحسن.

روى بطليطلة عن أبي بكر أحمد بن يوسف العواد، وعن أبي محمد القاسم بن هلال وغيرهما. ورحل إلى المشرق وحج ودخل بيت المقدس وأخذ عن نصر بن إبراهيم المقدسي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015