ذكره الحميدي وقال: كان من أهل العلم والأدب والخير، وكان له في البلاغة يدٌ قوية: قال وأنشدنا أبو محمد قال: أنشدني أبي في بعض وصاياه لي:
إذا شئت أن تحيى غنيا فلا تكن ... على حالةٍ إلا رضيت بدونها
قال ابن حيان: وتوفي في ذي القعدة سنة اثنتين وأربع مائة، وصلى عليه ابن وافد.
أحمد بن فتح بن عبد الله بن علي بن يوسف المعافري التاجر: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم، ويعرف: بابن الرسان.
روى عن أبي إبراهيم إسحاق بن إبراهيم، كتب عنه النصائح وغير ذلك. ورحل إلى المشرق وحج ولقي حمزة بن محمد الكناني الحافظ بمصر وأجاز له، وأبا الحسن أحمد ابن عتبة الرازي، وابن رشيق، وابن أبي رافع، وابن حيوية، وأبا العلاء بن ماهان روى عنه صحيح مسلم، وغيرهم.
روى عنه الخولاني وقال فيه: رجل صالح على هدى وسنة. وكان: يحسن الفرائض، وألف فيها كتابا حسنا، وكانت عنده غرائب وفوائد جمة عوال.
قال ابن شنظير: وكان سكناه بحوانيت الريحاني، ويصلى بمسجد أبي عبيدة، ومولده في ذي الحجة سنة تسع عشرة وثلاث مائة. روى عنه القاضي يونس بن عبد الله، والصاحبان، وأبو عمر بن عبد البر، ومحمد بن عتاب الفقيه.
وقرأت بخطه: أن أبا القاسم هذا توفي في ربيع الأول سنة ثلاث وأربع مائة مختفياً بعد طلبٍ شديدٍ بسبب مالٍ طلب منه ودفن بمقبرة نجم.
وقرأت بخط قاسم بن إبراهيم الخزرجي. أنه توفي في ذي القعدة من العام، وأنه حضر جنازته بمقبرة نجم.
وقرأت بخط أحمد بن الوليد: أنه توفي في استهلال ربيع الآخر سنة ثلاثٍ وأربع مائة ودفن بمقبرة نجم بقرب النخلة التي بها. وصلى عليه أبو مروان بن أطرباشة.