وأبا الحسن القابسي، وأبا محمد بن النحاس، وأبا عبد الله بن سفيان، وروى عنهم، ثم رجع إلى سكني إشبيلية. وكان متناهيا في الفضل، ذا علم بالرأي ومشاركا في غيره، قوي الفهم، حافظا للأخبار. ثم رحل ثانية إلى المشرق ووصل إلى مكة وجاور بها إلى أن توفي في حدود سنة خمسٍ وثلاثين وأربعمائة. وقد قارب الثمانين. ذكره ابن خزرج وروى عنه.

سماك بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن فايد الجذامي الواعظ سكن إشبيلية يكنى: أبا سعيد.

كان شيخا فاضلا صدوقا ذا رواية عن أبي عبد الله بن أبي زمنين، وأبي أيوب الروح بونه وغيرهما. ذكره ابن خزرج وقال: توفي في عقب ربيع الأول سنة ثلاثٍ وأربعين وأربعمائة. ومولده سنة سبعين وثلاث مائة.

سفيان بن القاصي بن أحمد بن العاصي بن سفيان بن عسي بن عبد الكبير ابن سعيد الأسدي سكن قرطبة وأصله من مرباطر من شرق الأندلس يكنى: أبا بحر.

روى عن أبي عمر بن عبد البر الحافظ، وأبي العباس العذري وأكثر عنه وعن أبي الفتح، وأبي الليث نصر بن الحسن السمرقندي، وأبي الوليد الباجي، وطاهر بن مفوز، والقاضي أبي الوليد هشام بن أحمد الكناني واختص به، وأبي عبد الله محمد ابن سعدون القروي، وأبي إسحاق الكلاعي، وأبي داود المقرىء، وأجاز له أبو الحزم عيسى بن أبي ذر الهروي وغيره.

وكان: من جلة العلماء وكبار الأدباء، ضابطا لكتبه، صدوقا في روايته. حسن الخط جيد التقييد. من أهل الرواية والدراية. سمع الناس منه كثيرا.

وحدث عنه جماعةٌ، من شيوخنا، وكبار أصحابنا، واختلفت إليه وقرأت عليه وسمعت منه كثيرا من روايته، وأجاز لي بخطه سائرها غير مرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015