أخذ قديما عن جماعة من علماء بلده. وكان رجلا صالحا، حدث عنه إسماعيل بن محمد بن خزرج وكان جده لأمه.
سليمان بن عبد الغافر بن بنج مال الأموي القريشي الزاهد: سكن قرطبة، يكنى: أبا أيوب.
كان: من أهل الزهد والتقلل في الدنيا، وخاتمة الزهاد والصلحاء. وكان: من أهل الاجتهاد والورع، وكان يلبس الصوف ويستشعره ويمشي حافيا، ولا يقبل من أحد شيئا، وكان معروفا بإجابة الدعوة، وبكى من خشية الله حتى كف بصره وكان كثير الذكر للموت، وكان كثيرا ما يقول إذا سئل عن حاله. كيف تكون حالة من الدنيا داره، وإبليس جاره، ومن تكتب أعماله وأخباره. وكان يحمل هذا الكلام عن بعض من لقيه من الصالحين.
وكان كثير الدعاء لخاصة المسلمين وعامتهم، مجتهدا في ذلك. وكان مولده رحمه الله سنة إحدى وثلاث مائة. توفي رحمه الله: في ذي القعدة سنة أربع مائة وهو ابن ثمان وتسعين سنة أو نحوها. ذكر هذا كله القاضي يونس بن عبد الله، وذكر أن اسمه سليمان، وذكر غيره أن اسمه محمد. وما ذكره يونس رحمه الله أثبت إن شاء الله.
قال ابن حيان: توفي أبو أيوب يوم الأحد لسبع بقين من ذي القعدة سنة أربع مئة، ودفن يوم الاثنين بعده بمقبرة الربض بعد صلاة العصر وشهده جمع عظيم لم ير بعده مثله إذ كان آخر العباد بقرطبة. وشهده الخليفة محمد بن هشام المهدي في جميع رجال المملكة وهو الذي صلى عليه. وقتل المهدي بعده بتسعة عشر يوما رحمه الله.
سليمان بن بيطير بن سليمان بن ربيع بن بيطير بن يزيد بن خالد الكلبي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا أيوب.