وكان: من جلة الأدباء، وكبار الشعراء. وكان شاعر وقته غير مدافع وطال عمره وأخذ الناس عنه وله تواليف حسان في الأمثال والأخبار والآداب والأشعار، وكتب إلينا بإجازة ما رواه وصنفه بخطه. وتوفي رحمه الله عصر يوم الثلاثاء منتصف ذي القعدة من سنة أربع وثلاثين وخمسمائة.
جهور بن عون الإشبيلي منها، يكنى: أبا بكر.
صحب أبا عمر الخراز الزاهد وأخذ عنه. وسمع بقرطبة: من أبي جعفر عون الله وغيرهن وقد حدث عن جهور هذا القاضي يونس بن عبد الله ووصفه بالثقة وقال: هو من أصحابنا.
جهور بن محمد بن جهور بن عبيد الله بن محمد بن الغمر بن يحيى بن الغافر ابن أبي عبدة رئيس قرطبة: يكنى: أبا الحزم.
روى عن أبي بكر عباس بن أصبغ الهمداني، وأبي محمد الأصيلي، والقاضي أبي عبد الله بن مفرج، وأبي القاسم خلف بن القاسم، وأبي يحيى زكريا بن الأشج وغيرهم، وسمع منهم وأخذ العلم عنهم.
وقد أحذ عنه أبو عبد الله محمد بن عتاب الفقيه فقال: نا ثقة من الشيوخ الأكابر وهو يعني أبا الحزم هذا. ثم صار تدبير أهل قرطبة إلى أبي الحزم هذا فانفرد بالرياسة فيها إلى أن توفي يوم الخميس لسبعٍ بقين أبو الوليد محمد بن جهور متولي الأمر بعده، وكانت سنة يوم وفاته إحدى وسبعين سنة، كان مولده أول المحرم سنة أربع وستين وثلاث مائة.