وتبعه آخرون منهم بشر المريسي وهو ابن يهودي صباغ كما قال أبو نعيم فقد أورد قوله الدارقطني في آخر الكتاب هذا، وكما يجد القارئُ ترجمته في الأثر رقم 66.
وقد كان طَعْنُ هؤلاء منصبًّا على صفات الذات الإلهية؛ ليقوِّضوا العقيدة من أساسها.
ولكن بحمد الله فقد هيأ الله من يَرُدُّ كيد هؤلاء الماكرين إذ انبرى لهم علماء السنة، فردوا كيدهم، ودحضوا باطلهم بالحجج القاطعة من كتاب الله وسنة رسوله الثابتة عنه، كالإمام أحمد والبخاري وغيرهما، ومن هؤلاء العلماء الإمام الحافظ أبو الحسن الدارقطني الذي نُقَدِّم كتابه الصفات الذي ضمنه عددًا من الأحاديث الثابتة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم. وآثارًا عن التابعين تُبين احتجاجهم بالسنة في إثبات أسماء الله تعالى وصفاته، وموقفهم من المخالفين لها. وكتابه أحاديث النزول الذي اشتمل على ستة وتسعين حديثًا وأثرًا، معظمها في الصحيحين.
نسألُ اللهَ تعالى أن يُثيب مؤلفهما، وأن ينفع بهما طلاب العلم، وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين.
المحقق
الدكتور علي بن محمد بن ناصر الفقيهي