العقل، كالذي عرف فيما بعد لدى فرق المتكلمين، وتخريجهم نصوص العقيدة على مقتضى ما وضعوه من مقدمات عقلية1اهـ.
هكذا يتصور الدكتور نصار حقيقة الصحابة جهل وعدم إدراك للأمور العقيدية. إلا أنه بادر لينفي هذا المفهوم - ولكنه لم يستطع - حيث يقول: وليس في هذا الكلام نسبة المتدينين إلى التجهيل -كما فهم ابن تيمية حيث ذهب إلى أن القول بأن السلف لم يفهموا معنى المتشابه نسبه لهم إلى الجهل. وقد فاته أن الجهل معناه أن ينفي عنهم علم شيء في مقدورهم أن يعلموه، وحيث بان لنا الفرق واضحاً بين الإيمان والمعرفة فليس في كلامه ما يمت إلى الحقيقة بصلة2.
ثم أخذ يستدل بكلام (جوستاف لوبون) على حد تعبيره- أحد المستشرقين فقال: إن المستشرق أبان عن حقيقة الفرق بين مصدر المعتقد، ومصدر المعرفة فقال المستشرق: إن مصدر المعتقد هو إيمان ناشئ عن مصدر (لا شعوري) يكره الإنسان على تصديق فكر أو رأي أو مذهب، إلى آخر كلام طويل كله من هذا النوع (النادر) . فلسفة مقدسة واستشراق معظم. وتنقص للسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان.
وممن صرح بأن السلف لا يفهمون معاني أخبار النصوص، الدكتور عوض الله حجازي في كتابه (ابن القيم وموقفه من التكفير الإسلامي) حيث قال في صفحة (71) من الكتاب المذكور: إن السلف كانوا لا يفهمون معاني هذه الأخبار:
1- بدليل أنهم كانوا يثبتون لله تعالى ألفاظ الوجه واليد والعين