بالله، وحلف به تعالى. يشهد لهذا، الاستعاذة التي علمها النبي عليه الصلاة والسلام أمته وهي: "أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر" 1، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: "أعوذ برضاك من سخطك" 2.
فمن قال: عبدت الله أو دعوت الله أو حمدت الله أو قال: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ، فهذه الأسماء ظاهرها ومضمرها مشتملة على صفات الله ولا يخرج عنها شيء، مثل العلم والحلم والرحمة والكلام وسائر صفاته3.
ويؤيد ما ذكرنا قوله عليه الصلاة والسلام: "من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت"، وقال: "من حلف بغير الله فقد أشرك".
وقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه حلف بغزة الله ليدلنا أن ذلك ليس حلفاً بغير الله وإنما حلف بصفة من صفاته، وصفاته بهذا الاعتبار ليست غيره.
هكذا يتضح أنه لا ينبغي إطلاق المغايرة بين الصفات والذات، وأن صفات الله تعالى ملازمة لذاته تعالى ولا تنفك عنها، فمن آمن بالله فإنما آمن بالله سبحانه وبأسمائه وصفاته. ومن كفر بصفة واحدة من صفات الله فقد كفر بالله تعالى وبسائر صفاته، ولهذا أجمع أهل العلم من علماء أهل السنة دون خلاف نعلمه أن من قال: إن كلامه مخلوق أو قال: القرآن مخلوق أو أنكر رؤية الله يوم القيامة مثلاً فهو كافر، وسيأتي في الباب الخامس حكم من نفى صفة ثابتة بالكتاب والسنة، وحكم من ألحد في أسماء الله وصفاته.