كتب أبو بكر لرجل كتاباً في شيء جعله قطيعة له فحمله الرجل إلى عمر بن الخطاب ليمضيه: فلما نظر عمر فيه بزق عليه ومحاه، فعاد الرجل مستعراً إلى أبي بكر فقال: فعل عمر كذا وكذا، والله ما أدري أأنت الخليفة أو عمر، فقال أبو بكر: هو، إلا أنه أنا! وكان الزهري يرويه: إلا أنه أبلى، وعلى الوجهين المراد صحيح، والمرمى عال، والغاية بعيدة.

قيل لأعرابي: أبا لصديق أنت آنس أم بالعشيق؟ فقال: يا هذا الصديق لكل شيء، للجد والهزل، وللقليل والكثير، ولا عاذل عليه، ولا قادح فيه، وهو روضة العقل، وغدير الروح.

فأما العشيق فإنما هو للعين، وبعض الريبة، والعذل إليه من أجله سريع، وفي الولوع به إفراط مزجور عنه، وحد موقوف دونه، فأين هذا من ذاك؟ نهار بن توسعة:

عتبت على سلم فلما فقدته ... وجربت أقواماً بكيت على سلم

آخر:

ونعتب أحياناً عليه ولو مضى ... لكنا على الباقي من الناس أعتبا

قال أعرابي: تصف عقلك مع أخيك فالقه واستشره.

شاعر:

واحفظ صديق أبيك حين وجدته ... واحب الكرامة من بدا فحباكها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015