شاعر قديم:
أناجي أخي في كل حق وباطل ... وأرغمه حتى يمل ملائلي
فإن رامه بالظلم غيري وجدتني ... له باذلاً من ذاك نفس مقاتلي
فأظلمه جهدي وأمنع ظلمه ... بجهدولا أخليه شحمة آكل
فإن سيم خسفاً أو هواناً تربدت ... قسائم وجهي واعترتني أفاكلي
وخضت غمار الموت دون مناله ... حفاظاً ولم أسلم أخي للمناضل
وهذه أبيات تصلح للحفظ لما فيها من شرف اللفظ، وحسن الرونق، وصحة المعنى، وطراز العرب غير طراز المتشبهين بهم، ولعمري إن حسبية الطبع أكثر ماء، وأبهى نضارة من مثقف التكلف، والجواهر تشرف بمعادنها، والفروع تزدهي بأصولها، والنجوم بأفلاكها، ومن الغي أن يقال: الأفلاك بنجومها.
قال عبد الله بن طاهر:
طلبت أخاً محضاً صحيحاً مسلماً ... نقياً من الآفات في كل موسم
لأمنحه ودي فلم أجد الذي ... طلبت، ومن لي بالصحيح المسلم
فلما بدا لي أنني غير مبتلى ... من الناس إلا بالمريض المسقم
صبرت ومن يصبر يجد غب ضره ... ألذ وأشهى من جنى النحل في الفم
ومن لم يطب نفساً ويستبق صاحباً ... ويغفر لأهل الود يصرم ويصرم