محسناً، والعاتب بالعتبى حبيباً، والحاسد بمنزلة البغل الشموس يطيعك في تناول مراده، ويكلفك أرضاً بعيدة الطلب، وكذلك الحاسد يدنيه منك سوء الطمع، ويبعده منك سوء الطبع.

وقال أبو زافر يعاتب أخاه نوحاً:

جربت من نوح أموراً كثيرة ... وطيبت من نفسي وما كدت أفعل

فلما أبى إلا اعوجاجاً تركته ... وبعض انتهاء النفس ابقى وأوصل

فأي أخ يا نوح يوماً علمتني ... إذا كان أمر يونس الريق معضل

وقال أيضاً:

إذا ما قلت نوح مستقيم ... أبت أخلاقه إلا اعوجاجا

فأي أخ علمت أخاك يوماً ... إذا ما اللد أكثرت الضجاجا

فأنت مخيلة لا شك فيها ... فلما أمطرت كانت عجاجا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015