كتب الحسن بن وهب إلى صديق له يعلمه صبابته إليه، ووحشته لفراقه فقال: وقد قسمك الله بين طرفي وقلبي، ففي مشهدك أنس قلبي، وفي عينيك لهو طرفي، فأجابه الصديق: وقفت على الفضل الذي أخبرت به بما أخبرت، فسيان عليك رأيتني أم لم ترني إذا كان بعضك يؤنس بعضاً فتسلوعني، ولكن يأراك فيخشع قلبي، وأغيب عنك فتدمع عيني، فسيان بين من سلا أبده، ومن حزن أمده.
فكتب إليه الحسن: يا حانقاً على الجرة، ثم تمثل:
أعلمه الرماية كل يوم ... فلما اشتد ساعده رماني
هكذا أنشدنا علي بن عيسى الرماني بالشين ورد السين.
قال يونس النحوي: لا تعادين أحداً وإن ظننت أنه لا يضرك،