مثل ما لله عندك. وقالوا: إذا أحب الله عبداً ألقى مودته على الماء فلم يشرب منه أحد إلا أحبه، وإذا أبغض الله عبداً ألقى بغضه على الماء فلم يشرب منه أحد إلا أبغضه.
وسمعت ابن سمعون الصوفي يقول: ما يقف البشر على بعد غور قول الله تعالى لكليمه: " وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني "، فإن في هاتين الكلمتين ما لا يبلغ كنهه، ولا ينال آخره، ولو أن أرق الناس لساناً، وألطفهم بياناً أراد أن يتوسط حقيقة هذا القول لم يستطع وعاد حسيراً، ونكص بهيراً، وبقي عاجزاً. ثم قال: اللهم حبب بعضنا إلى بعض، واجمع شملنا إلى رضاك عنا مع إحسانك إلينا، إنك أهل ذلك، والجواد به.
وقال بعض السلف الصالح: خير الناس خير الناس للناس.
وقال آخر: من أحب الناس صنع ما يحبه الناس.
وقال رجل من قريش: خالطوا الناس مخالطة إن غبتم حنوا إليكم، وإن متم بكوا عليكم.