قبل ذلك، هذا والله غير مخوف منه - صلى الله عليه وسلم - ولكنهم علموا أن إليه قتلهم إن شاء، وأن إليه المن عليهم إن شاء، وأن الله -عَزَّ وجَلَّ- قد أظهره عليهم وصيرهم في يده يحكم فيهم بما أراد الله تعالى من قبل، ومن بعد ذلك عليهم وعفا عنهم، ثم قال لهم يومئذ: "لا تغزى مكة بعد هذا اليوم أبدا".
[درجته: سنده صحيح، رواه البيهقي في الكبرى (9 - 118) أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر ابن داسه ثنا أبو داود ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا سلام بن مسكين والنسائيُّ في السنن الكبرى (6 - 382) أنا أحمد ابن سليمان نا زيد بن الحباب نا سليمان بن المغيرة قال وحدثني سلام بن مسكين، هذا السند: صحيح مر معنا من طريق سلام بن مسكين، ثنا ثابت البناني عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبي هريرة وسلام بن مسكين بن ربيعة الأزدي البصري أبو روح ثقة تقريب التهذيب (261) وكذلك شيخه ثابت بن أسلم البناني أبو محمَّد البصري ثقة عابد، التقريب (132) وعبد الله بن رباح الأنصاري أبو خالد المدني سكن البصرة ثقة, تقريب التهذيب (302)].
31 - قال الإِمام أحمد (6 - 349): حدثنا يعقوب قال ثنا أبي عن ابن إسحاق قال حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جدته أسماء بنت أبى بكر قالت: لما وقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذي طوى قال أبو قحافة لابنة له من أصغر ولده: أي بنية أظهري بي على أبي قبيس (قالت وقد كف بصره) قالت: فأشرفت به عليه فقال: يا بنية ماذا ترين؟ قالت: أرى سوادا مجتمعًا. قال: تلك الخيل. قالت: وأرى رجلًا يسعى بين ذلك السواد مقبلا ومدبرًا. قال: يا بنية ذلك الوازع يعني الذي يأمر الخيل ويتقدم إليها، ثم قالت: قد والله انتشر السواد. فقال: قد والله إذا دفعت الخيل فاسرعي بي إلى بيتي، فانحطت به وتلقاه الخيل قبل أن يصل إلى بيته، وفي عنق الجارية طرق لها من ورق، فتلقاها رجل فاقتلعه من عنقها، قالت: فلما دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة ودخل المسجد أتاه أبو بكر بأبيه يعوده, فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "هذا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه" قال أبو بكر: يا رسول الله هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي أنت إليه. قال: فأجلسه بين يديه ثم مسح صدره ثم قال له: "أسلم" فأسلم ودخل به أبو بكر -رضي الله عنه- على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورأسه كأنه ثغامة،