حتى أشرفوا على مر، فنظر أبو سفيان إلى النيران فقال: يا بديل هذه نار بني كعب أهلك؟ فقال: جاشتها إليك الحرب فأخذتهم مزينة تلك الليلة، وكانت عليهم الحراسة فسألوا أن يذهبوا بهم إلى العباس بن عبد المطلب، فذهبوا بهم فسأله أبو سفيان أن يستأمن لهم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخرج بهم حتى دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله أن يؤمن له من آمن فقال: "قد آمنت من آمنت ما خلا أبا سفيان" فقال: يا رسول الله لا تحجر علي، فقال: "من آمنت فهو آمن" فذهب بهم العباس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم خرج بهم، فقال أبو سفيان: إنا نريد أن نذهب. فقال: اسفروا وقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ وابتدر المسلمون وضوءه ينتضحونه في وجوههم، فقال أبو سفيان: يا أبا الفضل لقد أصبح ملك بن أخيك عظيما. فقال: ليس بملك ولكنها النبوة وفي ذلك يرغبون. لم يروه عن جعفر إلا محمَّد بن نضلة تفرد به يحيى بن سليمان ولا يروى عن ميمونة إلا بهذا الإسناد.

[درجته: سنده ضعيف ويشهد له ما قبله، هذا السند: فيه محمَّد بن عبد الله القرمطي ومحمَّد بن نضلة ولم أجد لهما توثيقا معتبرا، وقد ترجم الخطيب في تاريخ بغداد (5 - 433) لمحمد بن عبد الله العدوي المعروف بالقرمطي لكنه لم يوثقه. لكن الحديث السابق يشهد له].

5 - قال الحاكم في المستدرك على الصحيحين (3 - 46): حدثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني الزهريّ عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس -رضي الله عنهما- قال: مضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه عام الفتح حتى نزل مر الظهران وعشرة آلاف من المسلمين، فسبعت سليم، وألفت مزينة، وفي كل القبائل عدد وإسلام، وأوعب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المهاجرون والأنصار، فلم يتخلف عنه منهم أحد، وقد عميت الأخبار على قريش فلا يأتيهم خبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا يدرون ما هو صانع، وكان أبو سفيان بن الحارث وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة قد لقيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثنية العقاب فيما بين مكة والمدينة، فالتمسا الدخول عليه فكلمته أم سلمة فقالت: يا رسول الله بن عمك وبن عمتك وصهرك؟ فقال: "لا حاجة لي فيهما: أما بن عمي فهتك عرضي، وأما بن عمتي وصهري فهو الذي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015