وبنا جمام؟ قال: "لا ولكن ائتوني بفضل أزوادكم" فبسطوا أنطاعهم ثم جمعوا عليها من أطعماتهم كلها، فدعا لهم فيها بالبركة، فأكلوا حتى تضلعوا شبعا فأكفتوا في جربهم فضول ما فضل منها، فلما دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قريش واجتمعت قريش نحو الحجر اضطبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: "لا يرى القوم فيكم غميزة" واستلم الركن اليماني وتغيبت قريش فمشى هو وأصحابه حتى استلموا الركن الأسود فطاف ثلاثة أطواف، فلذلك تقول قريش وهم يقرون بهم يرملون: لكأنهم الغزلان قال ابن عباس: وكانت سنة.
[درجته: حديثٌ حسنٌ، رواه: البيهقي في الدلائل (4 - 119)، من طريقين: سنده: من طريق موسى بن عقبة عن ابن شهاب عن ابن عباس .. والأخرى من طريق يحيى بن سليم الطائفي عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الطفيل، هذا السند: قال الشيخ شعيب في تعليقه على صحيح ابن حبان: حديث صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح، والصواب أن رجاله ليسوا كلهم رجال الصحيح، وليسوا كلهم ثقات. فالحسن ليس من رجالهما، وإذا تجاوزنا العباس بن الوليد بن نصر النرسي وهو ثقة من رجالهما- تقريب التهذيب (294) وعبد الله بن عثمان بن خثيم أبو عثمان صدوق من رجال مسلم والبخاريُّ تعليقا فقط تقريب التهذيب (313) فإن يحيى بن سليم الطائفي ليس بثقة، بل هو كما لخص الحافظ في التقريب (591) أقوال العلماء فيه فقال: صدوق سيء الحفظ. وله شاهد عن البيهقي وسنده قوي لولا احتمال الانقطاع بين ابن عباس والإمام الزهري كذلك يشهد للحديث ما بعده وهو عند مسلم].
39 - قال مسلم (3 - 1354): حدثني أحمد بن يوسف الأزدي حدثنا النضر (يعني ابن محمَّد اليمامي) حدثنا عكرمة (وهو ابن عمار) حدثنا إياس بن سلمة عن أبيه قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة فأصابنا جهد حتى هممنا أن ننحر بعض ظهرنا، فأمر نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فجمعنا مزاودنا فبسطنا له نطعا فاجتمع زاد القوم على النطع، قال: فتطاولت لأحرزه كم هو؟ فحزرته كربضة العنز ونحن أربع عشرة مائة قال فأكلنا حتى شبعنا جميعًا، ثم حشونا جربنا فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: "فهل من وضوء؟ " قال: فجاء رجل بإداوة له فيها نطفة، فأفرغها في قدح فتوضأنا كلنا ندغفقه دغفقة أربع