نغدر بهم. قال فوثب إليه عمر بن الخطاب مع أبي جندل فجعل يمشي إلى جنبه وهو يقول: أصبر أبا جندل فإنما هم المشركون وإنما دم أحدهم دم كلب قال ويدنى قائم السيف منه. قال: يقول رجوت أن يأخذ السيف فيضرب به أباه قال فضن الرجل بأبيه ونفذت القضية، فلما فرغا من الكتاب وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي في الحرم وهو مضطرب في الحل قال: فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا أيها الناس انحروا واحلقوا. قال: فما قام أحد. قال ثم عاد بمثلها فما قام رجل حتى عاد بمثلها فما قام رجل، فرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل على أم سلمة فقال: يا أم سلمة ما شأن الناس؟ قالت: يا رسول الله قد دخلهم ما قد رأيت فلا تكلمن منهم إنسانا، واعمد إلى هديك حيث كان فانحره واحلق، فلو قد فعلت ذلك فعل الناس ذلك، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يكلم أحدًا حتى أتى هديه فنحره، ثم جلس فحلق فقام الناس ينحرون ويحلقون. قال حتى إذا كان بين مكة والمدينة في وسط الطريق فنزلت سورة الفتح.

[درجته: حديث صحيح، رواه: البخاري كما في الحديث السابق. هذا السند: صحيح لولا عنعنة ابن إسحاق لكنه صرح بالسماع في مواضع أخرى].

4 - قال البخاري (3 - 1310): حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد العزيز بن مسلم حدثنا حصين عن سالم بن أبي الجعد عن جابر -رضي الله عنه- قال: عطش الناس يوم الحديبية ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين يديه ركوة فتوضأ منها ثم أهل الناس نحوه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما لكم؟ " قالوا: يا رسول الله ليس عندنا ماء نتوضأ به ولا نشرب إلا ما في ركوتك قال: فوضع النبي - صلى الله عليه وسلم - يده في الركوة فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون، قال فشربنا وتوضأنا فقلت لجابر: كم كنتم يومئذ؟ قال: لو كنا مائة ألف لكفانا كنا خمس عشرة مائة.

5 - قال البخاري (4 - 1526): حدثنا الصلت بن محمَّد حدثنا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة قلت لسعيد بن المسيب بلغني أن جابر بن عبد الله كان يقول: كانوا أربع عشرة مائة. فقال لي سعيد: حدثني جابر كانوا خمس عشرة مائة الذين بايعوا النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015