رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لكن حمزة لا بواكي له قال فأمر سعد بن معاذ نساء بني ساعدة أن يبكين عند باب المسجد على حمزة جعلت عائشة تبكى معهن فنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستيقظ عند المغرب فصلى المغرب ثم نام ونحن نبكي فاستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعشاء الآخرة فصلى العشاء ثم نام ونحن نبكي فاستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن نبكي فقال ألا أراهن يبكين حتى الآن مروهن فليرجعن ثم دعا لهن ولأزواجهن ولأولادهن.
[درجته: حديثٌ حسنٌ وسنده منقطع، هذا السند: صحيح رجاله ثقات أثبات لولا خشية الانقطاع بين عائشة ومحمَّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، قال في جامع التحصيل (261): قال أبو حاتم لم يسمع من جابر ولا من أبي سعيد ولا من عائشة. لكن الحديث حسن بما قبله].
35 - قال البخاري (3 - 103): حدثنا صدقة بن الفضل قال أخبرنا ابن عيينة قال سمعت محمَّد ابن المنكدر أنه سمع جابرا يقول: جيء بأبي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد مثل به ووضع بين يديه فذهبت أكشف عن وجهه فنهاني قومي فسمع صوت صائحة فقيل ابنة عمرو أو أخت عمرو فقال: "لم تبكي -أو لا تبكي- ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها".
36 - قال البخاري (4 - 1497): حدثني عمرو بن علي حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة قال: ما نعلم حيا من أحياء العرب أكثر شهيدًا أعز يوم القيامة من الأنصار.
قال قتادة وحدثنا أنس بن مالك: أنه قتل منهم يوم أحد سبعون ويوم بئر معونة سبعون ويوم اليمامة سبعون. وقال وكان بئر معونة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويوم اليمامة على عهد أبي بكر يوم مسيلمة الكذاب.
37 - قال البخاري (1 - 450): حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال حدثني ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول: (أيهم أكثر أخذًا للقرآن). فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد وقال: (أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة). وأمر بدفنهم في دمائهم ولم يغسلوا ولم يصل عليهم.