الدنيا أحفظ من أبي بكر بن أبي شيبة. قال ابن المقري حدثنا تاج المحدثين فذكره مات سنة عشر وثلاثمائة) وهو لم ينفرد تابعه ابن منده وهو من شيوخ الطبراني كما في الإصابة وفي رواية ابن مندة متابعة لابن عسكر رحمهم الله جميعًا].
9 - قال ابن إسحاق السيرة النبوية (4 - 17): حدثني عبد الله بن الفضل بن عباس بن ربيعة ابن الحارث عن سليمان بن يسار عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال: خرجت أنا وعبيد الله بن عدي بن الخيار أخو بني نوفل بن عبد مناف في زمان معاوية بن أبي سفيان، فأدربنا مع الناس فلما قفلنا مررنا بحمص، وكان وحشي مولى جبير بن مطعم قد سكنها وأقام بها، فلما قدمناها قال لي عبيد الله بن عدي: هل لك في أن نأتي وحشيا فنسأله عن قتل حمزة كيف قتله؟ قال قلت له: إن شئت. فخرجنا نسأل عنه بحمص فقال لنا رجل ونحن نسأل عنه: إنكما. ستجدانه بفناء داره وهو رجل قد غلبت عليه الخمر. فإن تجداه صاحيًا تجدا رجلًا عربيا وتجدا عنده بعض ما تريدان، وتصيبا عنده ما شئتما من حديث تسألانه عنه، وإن تجداه وبه بعض ما يكون به فانصرفا عنه ودعاه. قال: فخرجنا نمشي حتى جئناه فإذا هو بفناء داره على طنفسة له، فإذا شيخ كبير مثل البغاث (قال ابن هشام: البغاث ضرب من الطير يميل إلى السواد) فإذا هو صاح لا بأس به، قال فلما انتهينا إليه سلمنا عليه فرفع رأسه إلى عبيد الله بن عدي، فقال: ابن لعدي بن الخيار أنت؟ قال: نعم. قال: أما والله ما رأيتك منذ ناولتك أمك السعدية التي أرضعتك بذي طوى، فإنى ناولتكها وهي على بعيرها فأخذتك بعرضيك فلمعت لى قدماك حين رفعتك إليها، فوالله ما هو إلا أن وقفت علي فعرفتها. قال: فجلسنا إليه فقلنا له: جئنا لتحدثنا عن قتلك حمزة كيف قتلته؟ فقال: أما إني سأحدثكما كما حدثت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سألني عن ذلك، كنت غلاما لجبير بن مطعن وكان عمه طعيمة ابن عدي قد أصيب يوم بدر، فلما سارت قريش الى أحد قال لي جبير: إن قتلت حمزة عم محمد بعمي فأنت عتيق. قال: فخرجت مع الناس وكنت عبدًا حبشيا أقذف بالحربه قذف الحبشه قلما اخطئ بها شيئا، فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة وأتبصره، حتى رأيته فى عرض الناس