[درجته: أثر صحيح، رواه: من طريقه الطبري في التاريخ (2 - 30)، هذا السند: صحيح إلى هؤلاء الأشياخ فابن إسحاق سمع من والده، ووالده ثقة وقد سمع من بعض الصحابة (التقريب 1/ 62) وهؤلاء الأشياخ ربما كانوا من الصحابة فإن كانوا كذلك فالسند متصل، وإن لم يكن أحدهم من الصحابة فهم جمع من التابعين، وللأثر شاهد يقويه أيضًا انظر ما بعده. وشاهده عند الطبري، وفيه ضعف ليس بالشديد (2/ 443)].
18 - قال الطبري في تاريخه (2 - 31): حدثنا الزبير بن بكار قال حدثنا عثامة بن عمرو السهمي قال حدثني مسور بن عبد الملك اليربوعي عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال: بينا نحن عند مروان بن الحكم إذ دخل حاجبه فقال: هذا أبو خالد حكيم بن حزام. قال: ائذن له. فلما دخل حكيم بن حزام قال: مرحبا بك يا أبا خالد ادن. فحال له مروان عن صدر المجلس حتى كان بينه وبين الوسادة، ثم استقبله مروان فقال: حدثنا حديث بدر. قال: خرجنا حتى إذا نزلنا الجحفة رجعت قبيلة من قبائل قريش بأسرها فلم يشهد أحد من مشركيهم بدرا، ثم خرجنا حتى نزلنا العدوة التي ذكرها الله -عَزَّ وَجَلَّ-، فجئت عتبة بن ربيعة فقلت: يا أبا الوليد هل لك أن تذهب بشرف هذا اليوم ما بقيت؟ قال: أفعل ماذا؟ قلت: إنكم لا تطلبون من محمد إلا دم ابن الحضرمي وهو حليفك فتحمل ديته وترجع بالناس. فقال: أنت وذاك وأنا أتحمل بديته واذهب إلى ابن الحنظلية يعني أبا جهل فقل له: هل لك أن ترجع اليوم بمن معك عن ابن عمك؟ فجئته فإذا هو في جماعة من بين يديه ومن ورائه، وإذا ابن الحضرمي واقف على رأسه وهو يقول: قد فسخت عقدي من عبد شمس وعقدي إلى بني مخزوم. فقلت له: يقول لك عتبة بن ربيعة: هل لك أن ترجع اليوم عن ابن عمك بمن معك؟ قال: أما وجد رسولًا غيرك؟ قلت: لا, ولم أكن لأكون رسولا لغيره. قال حكيم، فخرجت مبادرا إلى عتبة لئلا يفوتني من الخبر شيء، وعتبة متكئ على إيماء بن رحضة الغفاري وقد أهدى إلى المشركين عشر جزائر، فطلع أبو جهل والشر في وجهه فقال لعتبة: انتفخ سحرك، فقال له عتبة: ستعلم. فسل أبو جهل سيفه فضرب به متن فرسه فقال إيماء بن رحضة: بئس الفأل هذا. فعند ذلك قامت الحرب.