16 - قال مسلم (3 - 1403):حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاور حين بلغه إقبال أبي سفيان قال، فتكلم أبو بكر فأعرض عنه، ثم تكلم عمر فأعرض عنه، فقام سعد ابن عبادة فقال: إيانا تريد؟ يا رسول الله والذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها, ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا، قال: فندب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس فانطلقوا حتى نزلوا بدرا ووردت عليهم روايا قريش وفيهم غلام أسود لبني الحجاج، فأخذوه فكان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسألونه عن أبي سفيان وأصحابه؟ فيقول ما لي علم بأبي سفيان ولكن هذا أبو جهل وعتبة وشيبة وأمية بن خلف فإذا قال ذلك ضربوه فقال: نعم، أنا أخبركم هذا أبو سفيان فإذا تركوه فسألوه فقال: ما لي بأبي سفيان علم ولكن هذا أبو جهل وعتبة وشيبة وأمية بن خلف في الناس فإذا قال هذا أيضًا ضربوه ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم يصلي فلما رأى ذلك انصرف وقال: "والذي نفسي بيده لتضربوه إذا صدقكم وتتركوه إذا كذبكم"
قال فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذا مصرع فلان" قال ويضع يده على الأرض ها هنا وها هنا قال فما أماط أحدهم عن موضع يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
[وزاد أبو داود (3 - 58)، والبيهقيُّ (9 - 147)، وأحمدُ (3 - 219)، وابن حبان (11 - 24) من طرق عن حماد: والذي نفسي بيده ما جاوز أحد منهم عن موضع يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمر بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذ بأرجلهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر].
17 - قال ابن إسحاق السيرة النبوية (3 - 169): حدثني أبي إسحاق بن يسار وغيره من أهل العلم عن أشياخ من الأنصار قالوا: لما اطمأن القوم بعثوا عمير بن وهب الجمحي فقالوا: احرزوا لنا أصحاب محمَّد. قال: فاستجال بفرسه حول العسكر ثم رجع إليهم فقال: ثلاث مئة رجل يزيدون قليلًا أو ينقصون، ولكن أمهلوني حتى أنظر القوم كمين أو مدد قال، فضرب في الوادي حتى أبعد فلم ير شيئًا فرجع إليهم فقال ما وجدت شيئا ولكن قد رأيت يا معشر قريش البلايا تحمل المنايا، نواضح يثرب