لننصرفن إلى المدينة ولا نقاتل معه، فأتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرناه الخبر فقال: انصرفا، نفي بعهدهم ونستعين الله عليهم.
[درجته: سنده حسن، رواه: رواه ابن أبي شيبة (7 - 363) من طريق حماد ورواه معاني الآثار 3 - 97 من طريق يونس بن بكير عن الوليد، هذا السند: حسن من أجل الوليد بن جميع وهو تابعي حسن الحديث ومن رجال مسلم التقريب (2 - 333) وتلميذه هنا هو الثقة المثبت حماد بن أسامة التهذيب (3 - 2)، وعامر بن واثلة صحابي صغير -رضي الله عنه- وهو آخر من مات من الصحابة].
14 - قال الطبراني في المعجم الكبير (4 - 174):حدثنا بكر بن سهل ثنا عبد الله بن يوسف ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران حدثه أنه سمع أبا أيوب الأنصاري يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن بالمدينة: "إني أخبرت عن عير أبى سفيان أنها مقبلة، فهل لكم أن نخرج قبل هذا العير لعل الله يغنمناها؟ " فقلنا: نعم، فخرج وخرجنا فلما سرنا يومًا أو يومين قال لنا: "ما ترون في القوم فإنهم قد أخبروا بمخرجكم؟ " فقلناة لا، والله ما لنا طاقة بقتال العدو ولكن أردنا العير ثم، قال: "ما ترون في قتال القوم"، فقلنا مثل ذلك، فقال: المقداد بن عمرو إذن لا نقول لك يا رسول الله كما قال قوم موسى لموسى {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} قال: فتمنينا معشر الأنصار لو أنا قلنا كما قال المقداد أحب إلينا من أن يكون لنا مال عظيم فأنزل الله -عز وجل- على رسوله: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ يُجَادِلُونَكَ في الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ}، ثم أنزل الله -عَزَّ وَجَلَّ- {أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي في قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} وقال: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ الله إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ} والشوكة القوم وغير ذات الشوكة العير فلما وعدنا إحدى الطائفتين إما القوم وإما العير طابت أنفسنا، ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث رجلًا لينظر ما قبل القوم، فقال: رأيت سوادا ولا أدري. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "هم هم، هلموا أن نتعاد" ففعلنا فإذا نحن ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلًا فأخبرنا رسول الله