لسهيل وسهل غلامين يتيمين في حجر أسعد بن بينها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين بركت به راحلته: هذا إن شاء الله المنزل، ثم دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الغلامين فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدًا فقالا: لا. بل نهبه لك يا رسول الله، فأبى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقبله منهما هبة حتى ابتاعه منهما، ثم بناه مسجدًاوطفق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينقل معهم اللبن في بنيانه ويقول وهو ينقل اللبن:

هذا الحمال لا حمال خيبر ... هذا أبر ربنا وأطهر

ويقول:

اللَّهم إن الأجر أجر الآخرة ... فارحم الأنصار والمهاجره

فتمثل بشعر رجل من المسلمين لم يسم لي.

[حديثٌ حسنٌ بما قبله وما بعده فهو مرسل عروة].

2 - قال مسلم (4 - 2309): حدثني سلمة بن شبيب حدثنا الحسن بن أعين حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال سمعت البراء بن عازب يقول: جاء أبو بكر الصديق إلى أبي في منزله فاشترى منه رحلًا فقال لعازب: ابعث معي ابنك يحمله معي إلى منزلي. فقال لي أبي: احمله. فحملته وخرج أبي معه ينتقد ثمنه، فقال له أبي: يا أبا بكر حدثني كيف صنعتما ليلة سريت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: نعم، أسرينا ليلتنا كلها حتى قام قائم الظهيرة وخلا الطريق فلا يمر فيه أحد حتى رفعت لنا صخرة طويلة لها ظل لم تأت عليه الشمس بعد، فنزلنا عندها فأتيت الصخرة فسويت بيدي مكانًا ينام فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - في ظلها، ثم بسطت عليه فروة ثم قلت: ثم يا رسول الله وأنا أنفض لك ما حولك، فنام وخرجت أنفض ما حوله فإذا أنا براعي غنم مقبل بغنمه إلى الصخرة يريد منها الذي منه أردنا، فلقيته فقلت: لمن أنت يا غلام؟ فقال: لرجل من أهل المدينة. قلت: أفي غنمك لبن؟ قال: نعم. قلت: أفتحلب لي؟ قال: نعم. فأخذ شاة فقلت له: انفض الضرع من الشعر والتراب والقذى. قال: فرأيت البراء يضرب بيده على الأخرى ينفض، فحلب لي في قعب معه كثبة من لبن، قال: ومعي إداوة أرتوي فيها للنبي - صلى الله عليه وسلم - ليشرب منها ويتوضأ، قال: فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وكرهت أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015