كأنه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى رجلًا مربوعًا مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس، ورأيت مالكًا خازن النار، والدجال وآيات أراهن الله إياه، فلا تكن في مرية من لقائه. قال أنس وأبو بكرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: تحرس الملائكة المدينة من الدجال".
13 - قال أحمد بن حنبل (3 - 164): حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن قتادة عن أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى بالبراق ليلة أسري به مسرجًا ملجمًا ليركبه فاستصعب عليه، وقال له جبريل ما يحملك على هذا فوالله ما ركبك أحد قط أكرم على الله -عَزَّ وجَلَّ- منه قال فارفض عرقًا.
[درجته: سنده صحيح، رواه عبد الرزاق الصنعاني في التفسير (2 - 372)، والترمذيُّ (5 - 301)، والآجري في الشريعة (486)، وابن حبان (1 - 234)، وعبد بن حميد (1 - 357) والطبريُّ في التفسير الطبري (8 - 12)، هذا السند: صحيح عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميرى مولاهم أبو بكر الصنعاني ثقة حافظ مصنف شهير عمي في آخر عمره فتغير وكان يتشيع تقريب التهذيب (354) ومعمر بن راشد الأزدي مولاهم أبو عروة البصري نزيل اليمن ثقة ثبت فاضل إلا أن في روايته عن ثابت والأعمش وهشام بن عروة شيئًا وكذا فيما حدث به بالبصرة تقريب التهذيب (541) والسند على شرط البخاري (5 - 2212)، ومسلمٌ (4 - 2159) وللحديث شواهد ستمر معنا].
14 - قال أحمد بن حنبل (5 - 394): حدثنا حماد بن سلمة أنا عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن حذيفة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى بالبراق وهو دابة أبيض طويل يضع حافره عند منتهى طرفه، قال: فلم يزايل ظهره هو وجبريل حتى أتيا بيت المقدس، وفتحت لهما أبواب السماء ورأيا الجنة والنار، قال وقال حذيفة: ولم يصل في بيت المقدس. قال زر: فقلت: بلى قد صلى. قال حذيفة: ما اسمك يا أصلع فإني أعرف وجهك ولا أدري ما اسمك؟ قال: قلت: أنا زر بن حبيش. قال: وما يدريك وهل تجده صلى؟ قال قلت لقول الله -عَزَّ وجَلَّ-: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} الآية، قال: وهل تجده صلى، فلو صلى فيه صلينا فيه كما نصلى في المسجد الحرام، وقيل لحذيفة ربط