موسى قائم يصلي، فإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة، وإذا عيسى بن مريم -عليه السلام- قائم يصلي أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود الثقفي، وإذا إبراهيم -عليه السلام- قائم يصلي أشبه الناس به صاحبكم، يعني نفسه، فحانت الصلاة فأممتهم، فلما فرغت من الصلاة قال قائل: يا محمَّد هذا مالك صاحب النار فسلم عليه. فالتفت إليه، فبدأني بالسلام.

9 - قال أحمد بن حنبل (1 - 257): حدثنا عثمان بن محمَّد وسمعته أنا منه ثنا جرير عن قابوس عن أبيه عن بن عباس قال: ليلة أسرى بنبي الله - صلى الله عليه وسلم - ودخل الجنة فسمع من جانبها وجسا، قال: يا جبريل ما هذا؟ قال: هذا بلال المؤذن فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - حين جاء إلى الناس: قد أفلح بلال، رأيت له كذا وكذا، قال: فلقيه موسى - صلى الله عليه وسلم - فرحب به وقال مرحبًا بالنبي الأمي، قال فقال وهو رجل آدم طويل سبط شعره مع أذنيه أو فوقهما، فقال: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا موسى -عليه السلام- قال فمضى فلقيه عيسى فرحب به، وقال: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا عيسى. قال: فمضى فلقيه شيخ جليل مهيب فرحب به وسلم عليه وكلهم يسلم عليه، قال: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أبوك إبراهيم قال: فنظر في النار فإذا قوم يأكلون الجيف، فقال: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ورأى رجلًا أحمر أزرق جعدا شعثًا إذا رأيته، قال: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا عاقر الناقة. قال: فلما دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - المسجد الأقصى قام يصلي فالتفت ثم التفت فإذا النبيون أجمعون يصلون معه، فلما انصرف جيء بقدحين أحدهما عن اليمن والآخر عن الشمال، في أحدهما لبن وفي الآخر عسل، فأخذ اللبن فشرب منه فقال الذي كان معه القدحة أصبت الفطرة.

[درجته: سنده جيد، عثمان هو العبسى ثقة شهير، التهذيب (7/ 149)، وجرير بن عبد الحميد بن قرط ثقة صحيح الكتاب، أما قابوس فهو حسن الحديث أفرط ابن حبان في جرحه كعادته، وهو حسن الحديث إذا لم يخالف فجرحه غير مفسر، ووالده تابعي ثقة اسمه حصين بن جندب الجنبي].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015