عن عمير بن إسحاق، عن المقداد بن الأسود، قال: استعملنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عمل، فلما رجعت قال: "كيف وجدت الإمارة؟ ": قلت: يا رسول الله ما ظننت إلا أن الناس كلهم خول لي والله لا آلى على عمل ما دمت حيا. رواه عن حميد بن مسعدة، عن بشر بن المفضل، فوقع لنا بدلًا عاليًا، وليس له عنده غيره. أهـ. قال الحافظ في تهذيب التهذيب (8/ 143): ذكر الساجى أن مالكًا سئل عنه فقال: قد روى عنه رجل، لا أقدر أن أقول فيه شيئًا. وذكره العقيلي في (الضعفاء) لأنه لم يرو عنه غير واحد. قال ابن عدى: لا أعلم روى عنه غير ابن عون، وله من الحديث شيء يسير، وبكتب حديثه. أهـ.
مما سبق يتبين لي أن الرجل موثق، ومن علم حجة على من لا يعلم، لكن لا يمكن طرح أقوال المنتقدين وإن كان نقدهم مداره حول جهالة الرجل، وحتى قول ابن معين: لا شيء. فهو مصطلح يعني به: قليل الحديث. فالرجل في النهاية حسن الحديث إذا لم يخالف. وهذا ليس بحديث بل خبر].
1 - فقال أحمد (3 - 492): حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري قال حدثني عبد العزيز بن محمَّد بن أبي عبيد عن بن أبي ذئب عن سعيد بن خالد القرظي عن ربيعة بن عباد الديلي أنه قال: رأيت أبا لهب بعكاظ وهو يتبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: يا أيها الناس إن هذا قد غوى فلا يغوينكم عن آلهة آبائكم، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفر منه وهو على رجاء، ونحن نتبعه ونحن غلمان كأني أنظر إليه أحول ذا غديرتين أبيض الناس وأجملهم.
[درجته: حديث صحيح وسنده حسن، هذا السند: مصعب الزبير، عالم صدوق، وعبد العزيز بن محمَّد بن عبيد الدراوردي أبو محمَّد الجهني صدوق كان يحدث من كتب غيره فيخطىء قال النسائي حديثه عن عبيد الله العمري منكر تقريب التهذيب (358)، فحديثه هنا حسن لأنه عن غير عبيد الله العمري، بل عن ابن أبي ذئب: واسمه محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة وهو ثقة فاضل فقيه، عن سعيد بن خالد القرظي، وهو تابعي صدوق. انظر التهذيب (4/ 20): والحديث صحيح بما بعده].