قوله تعالى (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله ... )
قال ابن كثير: وأصل (النزغ) الفساد، إما بالغضب أو غيره، قال الله تعالى (وقل لعبادى يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم) و (العياذ) الالتجاء والاستناد والإستجارة من الشر، وأما (الملاذ) ففي طلب الخير، كما قال أبو الطيب:
يا مَنْ ألوذ به فيما أوْملُه ... ومَنْ أعُوذ به مما أحَاذرُه
لا يَجبْرُ الناس عَظماً أنت كاسرُه ... ولا يَهِيضون عَظْماً أنت جَابِره
قال أبو داود: حدثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عاصم العنزي، عن ابن جبير بن مطعم، عن أبيه أنه رأى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يصلي صلاة، قال عمرو: لا أدري أى صلاة هي؟ فقال: "الله أكبر كبيراً، الله أكبر كبيراً، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، والحمد لله كثيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً. ثلاثاً" أعوذ بالله من الشيطان من نفخه ونفثه وهمزه". قال: نفثه: الشعر، ونفخه: الكبر، وهمزه: الموتة.
(السنن 1/203 ح 764 - ك الصلاة، ب ما يستفتح به الصلاة الدعاء) ، وأخرجه أحمد (المسند 4/85) ، والطبراني (ح 1568) ، وابن خزيمة (الصحيح 1/239 ح 468) ، وابن حبان (الإحسان 5/78 ح 1779) ، والحاكم (المستدرك 1/235 - ك الصلاة) من طرق عن شعبة قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وللحديث شواهد، منها: عن ابن مسعود، أخرجه ابن ماجة (السنن 1/66) ، وأحمد (المسند 1/404) . ومنها: عن أبي سعيد، أخرجه الترمذي (ح 242) ، وأبو داود (ح 775) ، وغيرهما. وصححه أحمد شاكر في تعليقه على سنن الترمذي، وحسنه الألباني كما في (الإرواء 2/51-54) .
وانظر تفسير الإستعاذة.