قوم نوح في العرب بعد، أما ود فكانت لكلب بدَوْمة الجندل، وأما سواع فكانت لهذيل، وأما يغوث فكانت لمرادٍ، ثم لبني غطيف بالجرف عند سبأ. وأما يعوق فكانت لهمدان. وأما نسر فكانت لِحمير، لآل ذي الكلاع. أسماء رجال صالحين من قوم نوح. فلمّا هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا وسمّوها بأسمائهم ففعلوا، فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم عُبدت.
(صحيح البخارى 8/535 ك التفسير - سورة نوح، ب (الآية) - ح 4920) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحه عن ابن عباس، قوله: (ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا) قال: هذه أصنام كانت تعبد في زمان نوح.
قال ابن كثير: وقوله (وقد أضلوا كثيرا) يعني: الأصنام التي اتخذوها أضلوا بها خلقا كثيرا، فإنه استمرت عبادتها في القرون إلى زماننا هذا في العرب والعجم وسائر صنوف بني آدم وقد قال الخليل عليه السلام في دعائه (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيرا من الناس) . وقوله (ولا تزد الظالمين إلا ضلالا) دعاء منه على قومه لتمردهم وكفرهم وعنادهم، كما دعا موسى على فرعون وملئه في قوله (ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم) وقد استجاب الله لكل من النبيين في قومه، وأغرق أمته بتكذيبهم لما جاءهم به.
قوله تعالى (مما خطيئاتهم أغرقوا فادخلوا ناراً فلم يجدوا لهم من دون الله أنصار)
قال ابن كثير: يقول تعالى (مما خطاياهم) وقرىء (خطيئاتهم) (أغرقوا) أي: من كثرة ذنوبهم وعتوهم وإصرارهم على كفرهم ومخالفتهم رسولهم (أغرقوا فأدخلوا ناراً) أي: نقلوا من تيار البحار إلى حرارة النار