وقد ثبت في الصحيح عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: "إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تقل أو تعمل".
وانظر (صحيح البخاري - ك الأيمان، ب إذا حنث ناسيا في الأيمان) ، (وصحيح مسلم - الأيمان، ب تجاوز الله عن حديث النفس) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) يقول عرق العنق.
قوله تعالى (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، قوله (قعيد) قال: رصد.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد (عن اليمين وعن الشمال قعيد) قال: عن اليمنِ الذي يكتب الحسنات، وعن الشمال الذي يكتب السيئات.
قوله تعالى (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)
قال ابن ماجة: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة: ثنا محمد بن بشر: ثنا محمد بن عَمْرو. حدثني أبي عن أبيه علقمة بن وقاص، قال: مرّ به رجل له شرف.
فقال له علقمة: إن لك رحما. وإن لك حقا. وإني رأيتك تدخل على هؤلاء الأمراء. وتتكلم عندهم بما شاء الله أن تتكلم به. وإني سمعت بلال بن الحارث المزني، صاحب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله عز وجل له بها رضوانه إلى يوم القيامة وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سُخط الله، ما يظن أن تبلغ ما بلغتْ، فيَكتب الله عز وجل عليه بها سُخطه إلى يوم يلقاه".
قال علقمة: فانظر، ويحك! ماذا تقول، وماذا تكلم به. فرُبّ كلامٍ، قد منعني أن أتكلم به، ما سمعتُ من بلال بن الحارث.
(السنن - ك الفتن، ب كف اللسان عن الفتنة ح3969) ، أخرجه أحمد والترمذي والنسائي والحاكم من طريق محمد بن عَمرو به نحوه وقال الترمذي: حسن صحيح. قال ابن كثير: وله شاهد في الصحيح. (المسند 3/469 - السنن - الزهد، ب ما جاء في قلة الكلام) ، وانظر تفسير ابن كثير (7/377) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي والمستدرك (1/44-45) ، وذكره الألباني في (السلسلة الصحيحة ح888) .