يقول: سمعت عبد الله بن عمرو، وجاءه رجل فقال، ما هذا الحديث الذي تُحدّث به؟ تقول: إن الساعة تقوم إلى كذا وكذا. فقال: سبحان الله! أوْ لا إله إلا الله. أو كلمة نحوهما. لقد هممت أن لا أحدّث أحداً شيئا أبداً. إنما قلت: إنكم سترون بعد قليل أمراً عظيماً. يُحرّقُ البيتُ، ويكون، ويكون. ثم قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين (لا أدري: أربعين يوماً، أو أربعين شهراً، أو أربعين عاماً) . فيبعث الله عيسى ابن مريم كأنه عروة بن مسعود. فيطلبه فيُهلكه ثم يمكث الناس سبع سنين. ليس بين اثنين عداوة. ثم يرسل الله ريحا باردة من قِبل الشام. فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرّة من خير أو إيمان إلا قبضته. حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه، حتى تقبضه". قال: سمعتها من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قال: "فيبقى شرار الناس في خفّة الطير وأحلام السباع. لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً. فيتثمل الشيطان فيقول: ألا تستجيبون؟ فيقولون: فما تأمرنا؟
فيأمرهم بعبادة الأوثان. وهم في ذلك دارٌ رزقهم، حسن عيشهم. ثم ينفخ في الصور. فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفي ليتا. قال: وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله. قال: فيصعق، ويصعق الناس. ثم يرسل الله -أو قال يُنزل الله- مطراً كأنه الطل أو الظل (نعمان الشاك) فتنبت منه أجساد الناس. ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون. ثم يُقال؟ يا أيها الناس! هلم إلى ربكم. وقفوهم إنهم مسئولون. قال ثم يقال: أخرجوا بعث النار.
فيقال: مِن كم؟ فيُقال: من كل ألف، تسعمائة وتسعة وتسعين. قال: فذاك يوم يجعل الولدان شيباً. وذلك يوم يُكشف عن ساق".
(صحيح مسلم 4/2258-2259 ح2940 - ك الفتن وأشراط الساعة، ب في خروج الدجال ومكثه في الأرض ... ) .
انظر قوله تعالى في سورة الأعراف آية (6) (فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين) وتفسيرها.