قال ابن خزيمة: نا بندار، ثنا يحيى، ثنا ابن أبي ذئب، ثنا سعيد المقبري عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال: حبسنا يوم الخندق حتى كان بعد المغرب هويا، وذلك قبل أن ينزل في القتال، فلما كفينا القتال، وذلك قول الله عز وجل: (وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا) . فأمر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بلالاً، فأقام -يعني الظهر- فصلاها كما كان يصليها في وقتها، ثم أقام العصر فصلاها كما كان يصليها في وقتها، ثم أقام المغرب فصلاها كما كان يصليها في وقتها.
(الصحيح 2/99 ك الصلاة، ب ذكر فوات الصلوات والسنة في قضائها) وقال الألباني: إسناده صحيح.
وأخرجه أحمد في (مسنده 3/25) ، والدارمي في (سننه 1/358) ، وابن حبان في صحيحه (الإحسان 7/147 ح2890) وقال محققه: إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه النسائي (السنن 2/17) ، والشافعي في مسنده (ص32 ح118) كلهم من طريق ابن أبي ذئب به، ونقل ابن الملقن عن البيهقي قوله: ورواة هذا الحديث كلهم ثقات. وقال ابن الملقن: صحيح (البدر المنير ص767 ح290) تحقيق إقبال أحمد رسالة ماجستير. وقال ابن حجر: صححه ابن السكن (التلخيص الحبير 1/195) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (وكان الله قوياً عزيزاً) ، قوياً في أمره، عزيزاً في نقمته.
قوله تعالى (وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا)
قال مسلم: وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن العلاء الهمداني، كلاهما عن ابن نمير. قال ابن العلاء: حدثنا ابن نمير، حدثنا هشام عن أبيه، عن عائشة.
قالت: أُصيب سعد يوم الخندق. رماه رجل من قرش -يقال له: ابن العرقة- رماه في الأكحل. فضرب عليه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خيمة في المسجد يعوده من قريب.
فلما رجع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من الخندق وضع السلاح. فاغتسل. فأتاه جبريل وهو ينفض رأسه من الغبار. فقال: وضعتَ السلاح؟ والله! ما وضعناه. اخرُج إليهم.
فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "فأين"؟ فأشار إلى بني قريظة. فقاتلهم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.