لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن له الله لمن يشاء ويرضى) وقوله: (ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له) سورة سبأ: 23.
وانظر سورة البقرة آية (255) قوله تعالى (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) .
قوله تعالى (إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ الله حقاً إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ)
وانظر تفسير قوله تعالى (كما بدأنا أول خلق نعيده) الأنبياء: 104.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد: (يبدأ الخلق ثم يعيده) ، قال: يحييه ثم يميته. ا. هـ.
قال أبو جعفر الطبري: وأحسبه أنا قال: ثم يحييه.
قال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى (والذين كفروا لهم شراب من حميم) الآية وذكر في هذه الآية الكريمة: أن الذين كفروا يعذبون يوم القيامة بشرب الحميم وبالعذاب الأليم، والحميم: الماء الحار، وذكر أوصاف هذا الحميم في آيات أخر كقوله: (يطوفون بينها وبين حميم آن) ، وقوله: (وسقوا ماء حميم فقطع أمعائهم) ، وقوله: (يصب من فوق رؤوسهم الحميم. يصهر به ما في بطونهم والجلود) ، قوله: (وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى الوجوه) الآية، وقوله: (فشاربون عليه من الحميم فشاربون شرب الهيم) . وذكر في موضع آخر أن الماء الذي يسقون صديد -أعاذنا الله وإخواننا المسلمين من ذلك بفضله ورحمته- وذلك في قوله تعالى: (من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد يتجرعه ولا يكاد يسيغه) الآية. وذكر في الموضع الآخر أنهم يسقون مع الحميم الغساق، كقوله: (هذا فليذوقوه حميم وغساق وآخر من شكله أزواج) وقوله: (لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا) والغساق: صديد أهل النار، -أعاذنا الله والمسلمين منها- وأصله من غسقت العين سال دمعها، وقيل: هو لغة، البارد المنتن، والحميم الآنى: الماء البالغ غاية الحرارة.