فإذا قيل قد روي هذا الخبر من وجه آخر غير طريق ليث بن أبي سليم قال بعض الحفاظ المتأخرين، حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن بكار بن كرمون بإنطاكية حدثناأبو عمر وعثمان بن عبد الله بن خرزاذ البغدادي، حدثنا النعمان بن شبل، حدثنا محمد بن الفضل، عن جابر، عن محمد بن علي، عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من زار قبري بعد موتي فكأنما زارني في حياتي ومن حج ولم يزر قبري فقط جفاني))

فالجواب أن يقال: هذا خبر منكر جداً، ليس له أصل، بل هو حديث مفتعل موضوع وخبر مختلق مصنوع لا يجوز الاحتجاج به، ولا يحسن الاعتماد عليه لوجوه:

إحداهما: أنه من رواية النعمان بن شبل وقد اتهمه موسى بن هارون الحمال وقال أبو حاتم بن حبان البستي (?) : يأتي عن الثقات بالطامات، وعن الأثبات بالمقلوبات.

والثاني: أن في إسناده محمد بن الفضل بن عطية (?) ، وكان كذاباً قاله يحي بن معين، وقال الإمام أحمد بن حنبل: ليس بشيء، حديثه حديث أهل الكذب، وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني (?) ، كان كذاباً سألت ابن حنبل عنه فقال: ذاك عجب يجيئك بالطامات وقال الفلاس: متروك الحديث كذاب، وقال أبو حاتم (?) الرازي: ذاهب الحديث ترك حديثه.

وقال مسلم بن الحجاج وابن خراش والنسائي (?) : متروك الحديث، وقال النسائي في موضع آخر: كذاب، وقال ابن عدي (?) : عامة حديثه مما لا يتابعه الثقات عليه، وقال صالح بن محمد الحافظ، كان يضع الحديث، وقال ابن حبان (?) : كان ممن يروي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015