وهبيرة ابن أبي وهب قد هربوا في كل وجه فإن كانت لك في نفسك حاجة فطر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يقتل أحدا جاءه تائبا وإن أنت لم تفعل فانج إلى نجائك من الأرض وكان كعب قد قال أبياتا نال فيها من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رويت وعرفت وكان الذي قال:
إلا ابلغا بجيرا رسالة ... فهل لك فيما قلت ويحك هل لكا
لتخبرني أن كنت ليس بفاعل ... على أي شيء غير ذلك دلكا
على خلق لم يلق يوما أبا له ... ولا أنت لم تعرف عليه أبا لكا
فإن أنت لم تفعل فلست بفاعل ... ولا قائل إما عثرت لعا لكا
سقاك بها المأمون كاسا روية ... فأنهلك المأمون منها وعلكا
وإنما قال كعب "المأمون" لقول قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم "الأمين" الذي كانت تقول له.
فلما بلغ كعبا الكتاب ضاقت به الأرض وأشفق على نفسه وأرجف به من كان في حاضره من عدوه فقالوا: هو مقتول فلما لم يجد من شيء بدا قال قصيدة يمدح فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويذكر فيها خوفه وإرجاف الوشاة به ثم خرج حتى قدم المدينة فنزل على رجل كانت بينه وبينه معرفة من جهينة كما ذكر لي فغدا به على رسول الله صلى الله عليه وسلم