و"أَتْرَب" إذَا اسْتَغْنَى.
والوجه الرابع: أن يكون الفعلان لشيئين مختلفين، فيكون بغير ألف لشيء وبالألف لشيء آخر. من ذَلِكَ "حَيّى القومُ بعدَ هُزال" إذَا حسنت أحوالهم و"أَحْيَوْا" إذَا حيَّت دَوابُّهم.
والوجه الخامس: أن يكون بالألف بمعنى العَرْض وبغير ألف لإنفاذ الفعل نحو"بِعْتُ الفرس" إذَا أمضيت بيعه و"أَبَعْتُه" إذَا عرضته لبيع.
والوجه السادس: أن يكون بالألف إخباراً عن مجيء وقت نحو: "أَحْصَدَ الزَّرعُ" حان لَهُ أن يُحْصَد.
والوجه السابع: أن يكون دالاًّ عَلَى وجود شيء بصفة نحو"أَحْمَدتُ الرجُل" إذَا وجدته محموداً.
والوجه الثامن: أن يدل عَلَى إتيان فعل نحو"أَخَسَّ الرجل" أتى بِخَسِيسِ.
وتكون الألف للتعدية نحو"أذهبتُ زيداً".
وربّما كَانَتْ هَذِهِ الألف للشيء نفسه، ويكون الفاعل ذلك بلا ألف نحو: "أَقْشَعَ الغيمُ" و"قَشَعْته الريحُ"، و"أًَتْرَفَتْ البئرُ" ذهب ماؤها و"تَرَفْناها نحنُ" و"أنْسَلَ رِيشُ الطائر" سقط و"نَسَلته أنا"، و"أكبَّ عَلَى وجهه" قال الله جل ثناؤه: {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ} 1 و"كَبَّهُ اللهُ" قال الله جل ثناؤه: {فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} 2.
باب شرحُ جُملةٍ تقدَّمت فِي أَلِفات الوَصْل:
ألفات الوصل تكون فِي صدور الأسماء والأفعال والأدوات, ويذكر أهلُ العربية أنها نَيّفٌ وأربعون ألفاً- عَلَى تكرير يقع فِي بعضها- لأن الَّذِي يذكر منها فِي المصادر مكرَّرٌ فِي الأفعال.
فأما الَّتِي فِي الأسماء فَتِسْعَ عشرة ألفاً. وهي عَلَى ضربين: ألفٌ فِي اسم لَمْ