باب أجناس الأسماء:
قال بعض أهل العلم:
الأسماء خمسة: "اسم فارق" و"اسم مفارق"، و"اسم مشتق" و"اسم مضاف"، "واسم مُقْتَضٍ".
فالفارق: قولنا "رجل" و"فرس"، فرقنا بالاسمين بَيْنَ شخصين.
والمفارق: قولنا "طفل"، يفارقه إذا كبر".
والمشتق: قولنا "كاتب" وهو مشتق من "الكتابة" ويكون هَذَا عَلَى وجهين: أحدهما مَبْنِيَّاً عَلَى فَعَلَ, وذلك قولنا "كتب فهو كاتب"، والآخر يكون مشتقاً من الفعل غيرَ مبنيٍّ عَلَيْهِ كقولنا "الرحمن" فهذا مشتق من "الرحمة" وغير مبني من "رحم".
وكلّ مَا كَانَ من الأوصاف أبعدَ من بنية الفعل فهو أبلغُ، لأن "الرحمن" أبلغُ من "الرحيم" لأنا نقول "رَحِمَ فهو راحم ورحيم" ونقول: "قَدَر فهو قادرٌ وقَدير" وإذا قلنا "الرحمن" فليس هو من "رَحِمَ" وإنَّما هو من الرَّحمة". وَعَلَى هَذَا تجري النعوت كلُّها فِي قولنا "كاتب" و"كَتَّاب" و"ضارب" و"ضَرُوب".
والمضاف: قولنا "كلّ" و"بعض" لا بدَّ أن يكونا مضافَين.
والمُقْتضي: قولنا "أَخ" و"شَريك" و"ابن" و"خَصْم" كلُّ واحد منها إذَا ذُكر اقتضى غيرَهُ، لأن الشريك مُقْتضٍ شريكاً والأخ مقتض آخر.
وقال بعض الفقهاء: أسماءُ الأعيان خمسة: اسم لازمٌ واسم مُفارقٌ واسم مُشْتَقٌّ واسم مضاف واسم مُشَبِهٌ.
فاللازم: "إنسان" و"سماء" و"أرض" لأن هَذِهِ الأسماء لا تنتقلُ من مُسَميَّاتها.
قال: والمُفارِق: اللقب الَّذِي يُسمى نحو: "زيد" و"عمرو". وَقَدْ يقع أيضاً بأنْ يقال: المفارق "الطفل" لأنه اسم يزول عنه بِكبَره.
والمشتق: كـ"دابَّة" و"كاتب".