المَجَمّ1، قلِق الوَضِين2، رابط الجأش3، وهو ألْوى، بعيد المُسْتَمَرّ4، وهو شراب بِأنقع5، وهو جُذَيْلُها المحكَّك وعُذَيقُها المُرَجَّب6، وَمَا اشبه هَذَا من بارع كلامهم ومن الإيماء اللطيف والإشارة الدّالة.

وَمَا فِي كتاب الله جلّ ثناؤه من الخطاب العالي أكثر وأكثر، قال الله جلّ وعزّ: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ} 7, و {يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ} 8، و {وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا} 9, و {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} 10, و {إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} 11، و {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} وهو أكثر من أن نأتي عَلَيْهِ.

وللعرب بعد ذَلِكَ كَلِم تلوح فِي أثناء كلامهم كالمصابيح فِي الدُّجى، كقولهم للجَموع للخير: قَثُوم، وهذا أمر قاتِم12 الأعماق، أسود النواحي، واقتحف13 الشرابَ كلّه، وَفِي هَذَا الأمر مصاعبُ وقُحَم14، وامرأة حييّة قدِعة15، وتَقَادَعوا تقادُعَ الفراش فِي النار، وَلَهُ قَدَم صِدق، وذا أمر أنت أردته ودبّرته، وتقاذَفَتْ بِنَا النَّوى، واشْتَفَّ الشراب، ولك قُرعة هَذَا الأمر خياره، وما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015