وثَمَّ:
بمعنى: "هُنالك" قال الله جلّ ثناؤه: {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا} 1.
وقرئت: {إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ} 2 أي: هنالك الله شهيد.
ومما أوله جيم جَيْرِ:
يقولون: "جَيْرِ" بمعنى "حَقّاً" قال المُفَضَّل: هي خَفْضٌ أبداً، ورُبَّما نوّنوها. وأنشد المفضَّل3:
ألا يَا طالَ بالغَرَباتِ لَيْلي ... وَمَا تلْقَى بَنو أسَدٍ بِهِنَّهْ
وقائِلةٍ أسِيتَ فقلت جَيْرٍ ... أسِيٌّ إنّه من ذَاكَ إنَّهْ
أصابَهُمُ الْحِمَا وهمُ عَوافٍ ... وكُنَّ عَلَيْهِمِ نَجْساً لعنه
فجئت قبورَهم بَدْأَ ولمَا ... فَنَادَيتُ القبورَ فلم يُجِبْنَهْ
وكيف تجيبُ أصْداءٌ وَهامٌ ... وأجْسَادٌ بُدِرْنَ وَمَا نُحِرْنَهْ4
الحما: أراد الحِمَام. وبُدِرْنَ: طعِنَّ فِي البوادِر.
لا جَرَمَ:
قال: "جَرَمَ" بمعنى "حُقّ" قال5:
ولقد طعنتُ أبا عُيَيْنَة طَعنةً ... جَرمَتْ فَزَارَةُ بَعدَها أن يَغْضِبُوا
وذكر ناس أنها بمعنى "لا بُدّ" و"لا مَحَالةَ".
وأصلح مَا قيل فِي ذَلِكَ أن "لا" نفي لما ظَنُّوا أنه ينفعهم فِي قوله جل ثناؤه: {لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ} 6 والمعنى "لا" أي "لا ينفعهم ظنهم"