الصديق رضي الله عنه وأرضاه من أروع الأمثلة الإسلامية في صفة إنكار الذات، الصديق أنكر ذاته في حق الله عز وجل، فلا يأمر الله بشيء ولا ينهى عن شيء إلا وامتثل واستجاب ولبى مهما كانت التضحيات.
الصديق أنكر ذاته في حق الرسول صلى الله عليه وسلم، ومواقفه في إنكار الذات مع الرسول صلى الله عليه وسلم لا تحصى ولا تعد، فلم يكن يرى نفسه مطلقاً بجوار الرسول صلى الله عليه وسلم.
الصديق أنكر ذاته في حق المؤمنين حتى من أخطأ منهم في حقه، وحتى من تجاوز خطؤه الحدود المألوفة والمعروفة بين الناس، وابحث في حياة الصديق ونقب أين حظ النفس عند الصديق؟ لا تجد، أين إشباع الرغبات الطبيعية عند البشر: من حب للمال، وحب للجاه، وحب للسلطان، وحب للسيادة، وحب للظهور، وحب للذكر، بل وحب للحياة، أين ذلك في حياة الصديق؟ والله! لا أجده.
إنه مثال عجيب من البشر وآية من آيات الرحمن في خلقه، وتعالوا نستمتع بإنكار الذات عند الصديق، ونمر مروراً سريعاً فقط، فدرس أو مائة درس لا تكفي لذلك، لكن نمر مروراً سريعاً على حياة الصديق.
فمثلاً: موضوع المال، يا ترى أين حظ الصديق في ماله؟ وتعالوا كذا نقفز قفزات في تاريخ الصديق، فسنلاحظ أشياء عجيبة جداً في سيرته.