وكذلك قوله: سلام على آل ياسين" لأن الله سمى به النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: {ياسين والقرآن الحكيم * إنك لمن المرسلين} لعلمه بأنهم يسقطون قوله الله: سلام على آل محمد كما أسقطوا غيره، وما زال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتألفهم، ويقربهم، ويجلسهم عن يمينه وشماله، حتى أذن الله عز وجل في إبعادهم بقوله: {واهجرهم هجراً جميلاً} وبقوله: {فما للذين كفروا قبلك مهطعين * عن اليمين وعن الشمال عزين * أيطمع كل امرء منهم أن يدخل جنة نعيم * كلا إنا خلقناهم مما يعلمون} وكذلك قول الله عز وجل: {يوم ندعو كل أناس بإمامهم} ولم يسم بأسمائهم. وأسماء آبائهم وأمهاتهم.
وأما قوله: {كل شيء هالك إلا وجهه} أنزلت كل شيء هالك إلا دينه، لأنه من المحال أن يهلك منه كل شيء ويبقى الوجه، هو أجل وأكر وأعظم من ذلك، إنما يهلك من ليس منه، ألا ترى أنه قال: {كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} ففصل بين خلقه ووجهه.
وأما ظهورك على تناكر قوله {فإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء} وليس يشبه القسط في اليتامى نكاح النساء. ولا كل النساء أيتام، فهو: مما قدمت ذكره من إسقاط المنافقين من القرآن، وبين القول في اليتامى وبين نكاح النساء من الخطاب والقصص أكثر من ثلث القرآن، وهذا وما أشبهه مما ظهرت حوادث المنافقين فيه لأهل النظر والتأمل، ووجد المعطلون وأهل الملل المخالفة للإسلام مساغاً إلى القدح في القرآن، ولو شرحت لك كلما أسقط وحرف وبدل مما يجري هذا المجرى لطال، وظهر ما تحظر التقية إظهاره من مناب الأولياء، ومثالب الأعداء" (?).
و"أما ما ذكرته من الخطاب الدال على تهجين النبي - صلى الله عليه وسلم -، والإرزاء به، والتأنيب له، مع ما أظهره الله تعالى في كتابه من تفضيله إياه على