يجعل إسماعيل إمامًا ثم (والعياذ بالله) بدا لله الرأي الجديد فغيَّر رأيَه السابق فجعل موسى الكاظم إماما للناس، وهكذا يفترون علَى الله الكذب سبحانه اتباعًا لأهوائهم.
ونسوا ـ قاتلهم الله ـ أنه ينتج من أكاذيبهم هذه نسبة الجهل إلى الله العليم الخبير الحكيم الجليل، وهذا كفر بواح.
والبداء تَعُدّه الشيعة الإمامية من أصولها التي لا بد من الإيمان والإقرار بها. ذكر محمد بن يعقوب الكُلَيْني في كتابه «أصول الكافي» بابًا كاملًا في البداء وسماه (باب البداء) وأتى فيه بروايات كثيرة منها: «عن زرارة بن أعين: «مَا عُبِدَ اللهُ بشَيء مِثْلِ البَدَاء». (أصول الكافي 1/ 146)
غرض الشيعة من اختلاق عقيدة البداء:
1 - إنّ من عقيدة الشيعة أن أئمتهم يعلمون الغيب، ويعلمون ما كان وما سيكون، وأنهم لا يخفى عليهم شيء!! فإذا أخبر أئمتهم بأمر مستقبل وجاء الأمر علَى خلاف ما قالوا، فإما أن يُكَذّبوا بالأمر وهذا محال لوقوعه بين الناس، وإما أن يكَذّبوا أئمتهم وينسبوا الخطأ إليهم، وهذا ينسف عقيدتهم التي أصَّلُوها فيهم من أنهم يعلمون الغيب. فكان أنْ أحدثوا عقيدة البداء. فإذا وقع الأمر علَى خلاف ما قاله الإمام قالوا: بدا لله كذا، أي أن الله قد غيَّر أمره.
ولكن الشيعة الإمامية وقعت في شر أعمالها، فهي أرادت أن تنزه إمامها عن الخلف في الوعد وعن الكذب في الحديث، فاتهمت الله - عز وجل - بالجهل! سبحانه وتعالى عما يصفون.
2 - ولقد كان بعض شيوخ الشيعة الإمامية يُمَنّون شيعتهم بأن الأمر سيعود إليهم والغلبة ستكون لهم ولدولتهم بعد سبعين سنة، ولما انقضت تلك المدة ولم يتحقق من ذلك شيء، لجأوا إلى البداء وقالوا: قد بدا لله سبحانه! (انظر تفسير العياشي 2/ 218، والغيبة للطوسي ص 263).
ولنا سؤال: يعتقد الشيعة عقيدة (البداء) فيصفون الله - عز وجل - بالجهل، ثم يدّعون أن أئمتهم يعلمون الغيب!! فهل الأئمة أعظم من الله - عز وجل - حيث يعلمون الغيب ولا يغيِّرون رأيهم بينما الله - عز وجل - يغيِّر رأيه؟!