تأخذه سنة ولا نوم.
والقول بالعصمة يتنافى مع ما ثبت من أن الأئمة يعترفون بالذنوب ويستغفرون الله منها كما تروي كتب الشيعة. فعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - يقول في دعائه كما في نهج البلاغة: «اللهمّ اغفر لي ما أنتَ أعلمُ به مِنّي، فإنْ عدتُ فعُدْ عليّ بالمغفرة ... ». (نهج البلاغة: ص104).
بل روَتْ بعضُ كتب الشيعة عن علي - رضي الله عنه - قوله: «لا تكفّوا عن مقالة بحق، أو مشورة بعدل، فإني لست آمن أن أخطئ» (الكافي 8/ 256)، (بحار الأنوار 27/ 253).
ولنا سؤال: يزعم الشيعة أن معاوية - رضي الله عنه - كان كافرًا، ثم نجد أن الحسن بن علي - رضي الله عنهما - قد تنازل له عن الخلافة ـ وهو الإمام المعصوم عند الشيعة ـ، فيلزمهم أن يكون الحسن - رضي الله عنه - قد تنازل عن الخلافة لكافر، وهذا مخالف لعصمته! أو أن يكون معاوية - رضي الله عنه - مسلمًا!! ـ
تنبيه: إن معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - هو أحد الصحابة الذين أكرمهم الله - عز وجل - بصحبة نبيه محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - وكل كلام يقال في الصحابة فيما يتعلق بفضلهم عمومًا وما يجب لهم عمومًا، فإن معاوية - رضي الله عنه - يدخل في ذلك.
ولمعاوية - رضي الله عنه - فضائل كثيرة، وبسبب ثبوت هذه الفضائل عن السلف، فقد نهوا نهيًا شديدًا عن التكلم في معاوية - رضي الله عنه - وبقية الصحابة، وعدوا ذلك من الكبائر. وكان بعض السلف يجعل حب معاوية - رضي الله عنه - ميزانًا للسنة.
قال الربيع بن نافع: «معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - سِتْرُ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فإذا كشف الرجل الستر اجترأ علَى ما وراءه».
وسُئل أبوعبد الرحمن النسائي عن معاويةَ بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - ـ صاحبِ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ـ، فقال: «إنما الإسلام كدارٍ لها بابٌ، فبابُ الإسلام الصحابة، فمن آذى الصحابةَ إنما أرادَ الإسلام، كمن نَقرَ البابَ إنما يريدُ دخولَ الدار. قال: فمن أراد معاويةَ - رضي الله عنه - فإنما أراد الصحابة». (رواه ابن عساكر في تاريخه)