وسوَّدَهم علَى الناس في حياته، بل تقرب إليهم وصاهر بعضهم ومات وهو راضٍ عنهم». فما أنت قائل في هذا الرجل؟! هذا ما يعتقده الشيعة في رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -!
إن المسلمين يوالون كل مسلم صحيح الإيمان، ويدخل في ذلك صالحوا آل البيت بغير حصر في عدد معين، وفي مقدمة صفوة المؤمنين الذين يوالونهم: العشرة الذين بشرهم النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بالجنة ومنهم علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -. ولو لم يكن للشيعة من أسباب التكفير إلا مخالفتهم النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بأن هؤلاء العشرة من أهل الجنة لكفى.
وكذلك يوالي المسلمون سائر الصحابة - رضي الله عنهم - الذين قام الإسلام، والعالم الإسلامي علَى أكتافهم، ونبت الحق والخير في تربة الوطن الإسلامي بدمائهم، وهؤلاء هم الذين كذبت الشيعة علَى عليٍّ وأبنائه - رضي الله عنهم - فزعمت أنهم أعداء لهم، وقد عاشوا مع علي أخوة متحابين متعاونين.
وما أصدق ما وصفهم به الله - عز وجل -، في سورة الفتح الآية 29 من كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فقال فيهم - عز وجل -: {مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى علَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (الفتح:29)
وقوله: {لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (الحديد: 10). وهل يخلف الله وعده؟!
ولا يستطيع الشيعة أن ينكروا أن أبا بكر وعمر وعثمان وغيرهم من الصحابة - رضي الله عنهم - قد بايعوا الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - تحت الشجرة، وأن الله أخبر بأنه قد رضي عنهم وعلم ما في قلوبهم قال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} (الفتح: 18).