- رضي الله عنه - ثم طبعت المصاحف المنتشرة في العالم كله طبق المصحف الإمام الذي كان عند عثمان والنسخ التي أخِذَتْ منه.
والشيعة يزعمون أن أبا بكر وعمر بالذات - رضي الله عنهما - حذفا من المصحف آيات كثيرة، منها عدد كبير يتصل بخلافة عليّ - رضي الله عنه -، ويزعمون أن المصحف الكامل كتبه علِيٌّ - رضي الله عنه - بعد انتقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى الرفيق الأعلى.
جاء في كتاب (الأنوار النعمانية) لمحدثهم وفقيههم الكبير ـ نعمة الله الموسوي الجزائري ـ ما نصه: «إنه قد استفاض في الأخبار أن القرآن كما أنزل لم يؤلفه إلا أمير المؤمنين - عليه السلام -، بوصية من النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فبقي بعد موته ستة أشهر مشتغلًا بجمعه، فلما جمعه كما أنزل أتى به إلى المتخلفين بعد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم وآله ـ فقال: هذا كتاب الله كما أنزل. فقال له عمر بن الخطاب: لا حاجة بنا إليك ولا إلى قرآنك.
فقال لهم عليٌّ - عليه السلام -: لن ترَوْه بعد هذا اليوم، ولا يراه أحد حتى يظهر ولَدِي المهدي - عليه السلام - ... وفي ذلك القرآن زيادات كثيرة، وهو خال من التحريف».
ولكثير من علمائهم تآليف تثبت أن القرآن الموجود بيننا ناقص ومحرف، وأن المصحف الصحيح الكامل سيظهر آخر الزمان مع المهدي المنتظر، ولم يتح لنا الاطلاع على هذا المصحف، وينقلون هم أشياء يدَّعون أنها فيه. وأكثرها خاص بآل البيت وإمامة علِيّ - رضي الله عنه -.
ومن أمثلة التحريف ـ في زعمهم ـ أن آية {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} (البقرة: 23)، نزل بها جبريل على محمد هكذا (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا في عَلِيّ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ).
ونقل في (أصول الكافي) عن إمامهم جعفر الصادق أنه أقسم بالله أن آية {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ} (طه: 115)، نزلت هكذا (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ في محمد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ذريتهم فَنَسِيَ).
وجاء في كتاب (أصول الكافي) ـ وهو أصح الكتب عند الشيعة ـ أن القرآن الذي