كما يعتبر علماء المسلمين زوجات الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - من أهل البيت بنص الآية 33 من سورة الأحزاب، إذ يخاطبهن الله - عز وجل - بقوله: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}.
هذا فضلًا عن كون زوجات النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أمهات كل من ادعى أنه مؤمن إذ تقول الآية السادسة من سورة الأحزاب: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}.كما أن صالحي أهل البيت ـ بدون استثناء ـ لهم مكانة سامية لدى أهل السنة؛ فإن من عقيدة أهل السنة حب آل بيت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وحب أصحابه، - رضي الله عنهم - جميعًا.
2 - الطعن في الصحابة - رضي الله عنهم -: يزعم الشيعة أن الصحابة - رضي الله عنهم - ارتدوا عن الإسلام إلا ثلاثة أو أربعة أو سبعة، علَى اختلاف أساطيرهم، وكيف يقال مثل هذا القول في أشرف جيل عرفته الإنسانية، وأفضل قرن عرفته البشرية، في قوم نقلوا لنا الدين، وشهدَتْ بفضلهم آيات القرآن العظيمة، ونصوص السّنة المطهّرة، ووقائع التاريخ الصادقة.
ولو أراد أعداء الشريعة أن يبطلوا دين الإسلام لَمَا وجدوا طريقًا أمْضَى من هذه الطريق الشيعية؛ روى الخطيب البغدادي عن أبي زرعة الرازى - رحمه الله - أنه قال: «إذا رأيتَ الرجُل ينتقِصُ أحدًا من أصحابِ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فاعلم أنه زنديق؛ وذلك أن القرآن حق، والرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - حق، وما جاء به حق، وما أدّى إليْنا ذلكَ كُلَّه إلا الصحابة. فمَن جَرَحَهُم إنما أراد إبطال الكتاب والسنة، فيكون الجرْح به أليَق، والحكم عليه بالزندقة والضلال أقوَم وأحَقّ». (الكفاية في علم الرواية ص67).
وقد تحدث أحد الشيعة المهتدين إلى الحق، وهو أبوخليفة القضيبي ـ من البحرين ـ عن تجربته في الانتقال من الضلال إلى الهدى في كتاب اختار له اسمًا مناسبًا هو: «ربحتُ الصحابة ... ولم أخسر آل البيت».