باليمامة يعتقدون في نخلة هناك، أن لها قدرة عجيبة من قصدها من العرائس تزوجت لعامها. وهذا الغار في الدرعية يحج إليه الناس للتبرك وفي كلّ بلدةٍ من البلاد الإسلاميّة مثل هذا، ففي مصر شجرة الحنفي. ونعل الكلشني. وبوابه المتولي، وفي كل قطر حجر وشجر فكيف يخلص التوحيد من هذه العقائد.
إنها تصد الناس عن الله الواحد وتشرك معه غيره وتسيء إلى النفوس وتجعلها ذليلة وضيعة مخرفة وتجردها من فكرة التوحيد وتفقدها التسامي1.
وبمناسبة الكلام على عقيدة التوحيد ليسمح لي القارئ أن أحدثه عن رأي طريف يوضح فوائدها في الدنيا قبل الآخرة، ويشرح أخطار الشرك من نواحي العلم والتقدم، قال عالم انكليزي كبير وهو المؤرخ الحضاري "أرنولد تونبي":
"إن القضية الكبرى في سبيل تسخير طاقات الطبيعة، كانت عقيدة الشرك الذي ساد العقل البشري لزمن طويل والذي حول طاقات الطبيعة إلى آلهة وكان المشركون يقدسون هذه الطاقات ويعبدونها بدلاً من تسخيرها , وعقيدة التوحيد هي التي جعلت الإنسان ينظر إلى هذه الطاقات بأنها مخلوقات مثله ومن ثم بدأ يفكر في تسخيرها"2.
وعلاوة على ما تقدم، فإن الشرك يمسخ الأدمغة الإنسانية ويجعلها مشتتة، ويذل النفوس بالاستغاثة بعباد مثلها قد ماتت، فيتمرغ في عتبات قبورها ويخشى منها ما يخشى من رب العالمين!.