والجواب الثاني أن يقال:

وكل ادعا قرين افترا ... سوى من إذا ما ادعى أشهدا

فأين البينة التي تؤيد دعواهم, فهاهي كتب الشيخ رحمه الله وأبنائه وذويه وأتباعه موجودة ومطبوعة ومنتشرة في كثير من البلدان فليأتوا بحرف واحد يثبت ما يدعونه, وهيهات أن يأتوا بذلك ولو صعدوا إلى السموات ونزلوا إلى أعماق الأرضين, واستعانوا بالإنس والجان لما استطاعوا أن يأتوا بكلمة من كتب الشيخ وأبنائه وأتباعه بل ولا حرف واحد, أما النقل عن الشيخ الفلاني والكتاب الفلاني, فلا يثبت بذلك النقل دعوى المدعي, لأن تلك الكتب ككتاب الحداد وزيني دحلان والنبهاني والعاملي الشيعي وأمثالهم من خصوم الدعوة السلفية, محشوة بالأكاذيب والترهات والحكايات والأحاديث الضعيفة والموضوعة واختلاق الكرامات لمن يزعمونه من الأولياء, فلا ينبغي لمسلم أن يقرأ تلك الكتب إلا للاطلاع على ما فيها من الكذب والزور, لا أن يحتج بها.

وليعلم من لم يكن يعلم أن الشيخ محمدا رحمه الله وأتباعه وسائر السلفيين من أهل السنة والجماعة, وعقيدة أهل السنة أن الرسول صلى الله عليه وسلم أفضل الخلائق أجمعين, فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم في اعتقادهم مفضلا على الأنبياء والملائكة, فكيف يقول الشيخ: إن عصاي خير من محمد, لأن هذه اللفظة فيها تنقيص, ولا يجوز لمسلم أن ينتقص من مقام الرسول صلى الله عليه وسلم ما هذا إلا كذب واختلاق, قصدوا بهذا الكذب تنفير الناس عن الدخول في دعوته الصحيحة, المبنية –كما قلنا غير مرة- على الكتاب والسنة الصحيحة والحسنة حتى لو قال مسلم عالما أو غير عالم أن غير الرسول صلى الله عليه وسلم أفضل من الرسول صلى الله عليه وسلم لحكمنا بخطئه للأدلة العديدة على تفضيله صلى الله عليه وسلم على غيره, ولا يصدق هذا الافتراء إلا من كان جاهلا أو مختلا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015