وقد تصدى رجال من تميم وأهل نجد, للرد على دجاجلة عباد القبور الدعاة إلى تعظيمها مع الله تعالى, وهذا من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم إن قلنا "أل" في الدجال للجنس لا للعهد, وإن قلنا إنها للعهد كما هو الظاهر, فالرد على جنس الدجال توطئة وتمهيد لجهاده, ورد باطله, فتأمله فإنه نفيس جدا.

وليت غيرك أيها السائل تكلم بهذا الكلام فإن بلادك –أعني العراق- معدن كل محنة وبلية, ولم يزل أهل الإسلام منها في رزية بعد رزية.

فأهل "حروراء" وما جرى منهم على أهل الإسلام, لا يخفى.

وفتنة الجهمية الذين أخرجهم كثير من السلف من الإسلام إنما خرجت ونبغت بالعراق.

والمعتزلة, وما قالوه في الحسن البصري, وتواتر النقل به, واشتهر من أصولهم الخمسة التي خالفوا بها أهل السنة.

ومبتدعة الصوفية الذين يرون الفناء في توحيد الربوبية, غاية يسقط بها الأمر والنهي, إنما نبغوا وظهروا بالبصرة1.

ثم الرافضة والشيعة وما حصل منهم من الغلو في أهل البيت, والقول الشنيع في علي والأئمة, ومسبة أكابر أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم2, كل هذا معروف مستفيض عن أهل بلادك, أفلا يستحي أهل هذه العظائم من عيب أهل الإسلام, ولمزهم بوجود مسيلمة في بلادهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015