5 - تواضعه وعدم التكلف: كان الشيخ عز الدين بن عبد السلام متواضع النفس، مع ربه، ومع الناس، ومع نفسه، ولا يتكلف لشيء في حياته، ومعيشته، ولباسه وسلوكه مع الجميع، فعندما كتب له الملك الأشرف رسالته، وفيها ما يَلمْزه بالاجتهاد لمذهب خامس في العقيدة؛ "إن كنت تدّعي الاجتهاد، فعليك أن تثبت ليكون الجواب على قَدْر الدعوى لتكون صاحب مذهب خامس" إجابه العز بكل تواضع، وقال عن هذه النقطة: وأمّا ما ذُكر من أمر الاجتهاد والمذهب الخامس فأصول الدين ليس فيها مذاهب، فإن الأصل واحد (?)، وعندما جاءه نائب السلطنة في مصر حاملاً سيفه ليقتل العز لفتواه ببيع الأمراء المماليك، كما مّر معنا، فقام لاستقباله، فاعترضه ابنه خشية عليه من القتل، فقال له: يا ولدي، أبوك أقل من أن يقتل في سبيل الله (?)، وكان العز يترك التكلف في لباسه، فكان يلبس مرة العمامة ومرة قبعة من لبّاد، بحسب ما يتيسر له، ويحضر بها المناسبات والمواكب، قال: ابن السبكي بعد حكاية تصدقه بالعمامة: وفي هذه الحكاية ما يدل على أنه كان يلبس العمامة، وبلغني أنه كان يلبس قبّع لبّاد، وأنه كان يحضر المواكب السلطانية به، فكأنه كان يلبس تارة هذا، وتارة هذا، على حسب ما يتفق من غير تكلف (?).

6 - بلاغته وفصاحته: كان العز بن عبد السلام بليغاً فصيحاً قوي العبارة ذات المعاني المتعددة وقد ترك لنا أقوالاً مأثورة منها:

أ- في نصرة الحق: ينبغي لكل عالم إذا أذل الحق وأخمل الصواب أن يبذل جهده في نصرهما، وأن يجعل نفسه بالذل والخمول أولى منهما، وإن عز الحق، فظهر، الصواب، أن يستظل، بظلهما وأن يكتفي باليسير من رشاش غيرهما (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015